[بنية بن قرينس الجربا الطائي من بني طي قوم حاتم الطائي]
الجواد المشهور، والكريم الذي هو بأنواع الكرم مذكور، الذي يضرب به المثل، وكان لقاصده فوق ما يتعلق به الأمل، نقل الشيخ عثمان بن سند البصري بأن بنية بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء التحتية وهاء التأنيث وهو من رجال العرب وكرمائها، وله كعمه فارس عند الوزير علي باشا أبهة عظيمة، وصدارة وتقديم. وأما شجاعته فكان يحاكي بها فارس النعامة، وأما كرمه فكان يحاكي به البحر الخضم، وأما منع الجار وحمايته من كل مكروه، ومساعدته على كل مطلوب، ورعاية جانبه بكل مرام، فهو في الذروة العليا منه والناس يحذون حذوه، كأنه قال فيه الشاعر، يصفه ببعض ما فيه من المفاخر:
لقد علمت نسوان همدان أنني ... لهن غداة الروع غير خذول
وأبذل في الهيجاء وجهي وإنني ... له في سوى الهيجاء غير بذول
وأما غض الطرف عن جاراته فكأنه فيه البنت العذراء من الحياء، وكان لسان حاله لدى كل داهية دهماء، أو واقعة عظيمة، ينشد قول السموأل بن عادياء: