والحاصل أنه فرد عصره، وزينة قطره ومصره. توفي رحمه الله تعالى في شيراز سنة ألف وزيادة عن المائتين.
السيد سعيد بن قاسم بن صالح بن اسماعيل بن أبي بكر القاسمي الشهير بالحلاق الدمشقي الشافعي
سلالة مجد أشرقت أنواره، ونفحت في رياض الأدب أنواره، فصيح ألبسه المولى حلة الكمال، وبليغ نسج القريض على أبدع منوال، فأخذ برقاب القوافي، وورد منها المنهل الصافي، فحاول رقيقه وجزله، وأجاد جده وأحكم هزله، بنظر نقاد، وخاطر وقاد، يقضي حق البيان، ويملك رق الحسن والإحسان، يترقرق به ما الطبع، ويرتفع له حجاب القلب والسمع، مع حسن المحاضرة، ولطف المذاكرة، فلا جرم قد طابق اسمه مسماه، وكاد أن ينطق بلفظه معناه، ولد في دمشق الشام، في أوائل المحرم الحرام، عام تسعة وخمسين ومائتين وألف، ونشأ في حجر والده بركة عصره، وفقيه قطره، فتأدب بفضائله وتهذيبه، وكساه من الفنون الرداء المذهب، فاقتفى واقتدى، وراح في الحلبة واغتدى، حتى نبل وشدا، وبلغ في المعارف الندى، ولما توفي والده عام أربعة وثمانين ومائتين وألف قام مقامه في إمامة جامع السنانية، وإحياء دروسه الليلية والنهارية، وله أخذ وسماع وتحصيل، عن غير والده الجليل، من أساتذة محققين، وأفاضل كاملين، منهم الشيخ