الشيخ أحمد أفندي بن سعيد بن حمزة بن علي الدمشقي الحنفي الحسيني الشهير بابن عجلان
نقيب السادة الأشراف في دمشق الشام وابن نقيبها، وأديب القادة ذوي الإنصاف وابن أديبها، فهو أحد صدور الشام، وقمر سماء أولي المجد والاحترام، وشمس أفق الكمال، وبدر فلك الجمال، إكليل الأدب الزاهر، وزهرة غصن الفضل الناضر، من سما في سماء المعارف والأدب، ورقي بمحاسن كمالاته أسنى الرتب، ولما توفي والده أحيلت نقابة الأشراف إليه، والقت الرئاسة زمامها لديه، وكان له في الكرم كف، لا تعرف القبض والكف، ولا زال يتقلب على فرش الهنا، محفوظاً من كل كرب وعنا، إلى أن وقعت حادثة النصارى نهار الاثنين سادس عشر ذي الحجة الحرام سنة ست وسبعين ومائتين وألف، فاختل أمر البلد، وأحس ذوو العقل بالشرور والنكد، فما مضى برهة أيام، إلا وقد حضر الوزير المعظم حضرة فؤاد باشا إلى الشام، مرخصاً بما يريد مما عز وهان، من غير مراجعة ولا استئذان، فبعد أيام جمع الأعيان والصدور، وقر قراره بنفي المترجم المذكور، ومعه الشيخ عبد الله الحلبي، وطاهر أفندي مفتي دمشق الشام، وعمر أفندي الغزي مفتي السادة الشافعية بدمشق، وأحمد أفندي الحسيني، وعبد الله بك بن العظم وولده علي بك، وعبد الله بك بن نصوح باشا، ومحمد بك العظمة، وهؤلاء هم أهل مجلس دمشق الشام وأعضاؤه، فنفاهم جميعاً إلى قبرص، ووضعوا جميعاً في قلعة الماغوصة، وكانت وفاة المترجم المذكور في شهر رمضان المبارك سنة سبع وسبعين ومائتين وألف ودفن هناك في تكة الأستاذ مراد ومات عقيماً، غريباً مظلوماً، وإن آل البيت أكثر الناس ابتلاء رضي الله عنه وأرضاه.
[أحمد بن يوسف الشنواني المصري الشافعي المكنى بأبي العز]
العالم المحسوب من أفراد علماء ذلك الزمان، والمنسوب لمن دامت مآثر