وإني إن بقيت بمثل ما بي ... فمن عجب الليالي أن بقيت
ومن العجيب أنها قد احترقت بعد مدة قليلة، وبقيت على انهدامها تبعاً للجامع مدة طويلة.
نسأل الله حسن الأحوال، بجاه سيدنا محمد والصحب والآل توفي هذا المترجم رحمه الله تعالى سنة أل٥ وثلاثمائة وإحدى وثلاثين وجلس في مكانه ولده الشيخ محمد علي فتح الله علينا وعليه، ودفن هذا المترجم في تربة باب الصغير في مدفن آبائه الكرام.
[الشيخ سليم بن الشيخ حسين النحلاوي المعروف بالطيبي]
أمين فتوى السادة الشافعية، في دمشق الشام المحمية، ولد في دمشق ونشأ بها، وحضر دروس علمائها إلى أن بلغ المطلوب، وفاز بالمرغوب، وصار معدوداً من الأوائل، ومحسوباً من ذوي الفضائل، وكان حسن العبارة، دائباً على الترقي في المعارف ليله ونهاره، لطيف المحاضرة، رقيق المذاكرة، لا يُملُّ كلامه، ولا يعلُّ نثره، ولا نظامه، وله مؤلفات بهية، وآثار لطيفة زهية، منها الفيوضات الرحمانية، في أحكام الفرائض القرآنية. وكان زينة المجالس، وبمثله يتنافس المتنافس، ولم يزل رفيع المقام جليل الاحترام، إلى أن نظمته يد المنية، في سلك الراحلين إلى الدار العلية، وذلك في حدود الألف وثلاثمائة رحمه الله تعالى.