للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وملأت شهرته في العوم الآفاق، وشهدت له السادة الأفاضل، وذوو الكمال والفضائل، بأنه الألمعي الوحيد بقوة إدراكه، والفريد المخصوص ببعض العلوم مع اشتراكه، بلسان أقطع من السيف إذا تجرد من القراب، وفكر إذا حكاه البحر في غوره وقع في الاضطراب، ولد بدمشق في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائة وألف، وكان شيخ أهل زمانه، وإمام عصره وأوانه، قرأ على المشايخ إلى أن برع، وطلع بدره في أفق المعارف ولمع، وسار على صراط التقوى والعبادة، وتزود من الطاعة فوق العادة، وكان مع مشاركته في العلوم، وتحقيقه في طرفي المنطوق والمفهوم، قد انفرد في علمي الفرائض والحساب، وصار عمدة السادة الأنجاب، مات رحمه الله سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ودفن في مقبرة باب الصغير.

[الشيخ أحمد البقاعي الدمشقي الشافعي]

أخذ عن سيدي الوالد وعن العلامة الشيخ عبد الرحمن الكزبري وعن الشيخ حامد العطار، واشتهر صيته وطار، وملأ النواحي والأقطار، وكان كثير الورع زاهداً في الدنيا مقبلاً على الآخرة، معتزلاً عن الناس راضياً بالقليل، ليس له كلام إلا بما يتعلق بالوعظ والترغيب في التقوى والعبادة، وكان كلامه خفيفاً على النفوس مقبولاً. توفي بدمشق سنة ثمان وستين ومائتين وألف ودفن في مقبرة باب الصغير.

[الشيخ الإمام العالم الأديب أحمد بن علي اليافي]

فاضل لا يبارى، وعالم في ميدان الفضائل لا يجارى، قد عكف من صغره على العلم والعمل، وحاز منهما على البغية والأمل، وله من النثر والنظام، ما تستعذب الأسماع تلاوته على مرور الليالي والأيام، ومن ذلك ما قدمه للتهنية لخليل أفندي المرادي حين ولي إفتاء دمشق الشام فقال رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم. هذه مقامة يافوية، لمن حفه الله بكل فضل

<<  <   >  >>