أن يفتح، فإذا شيء خرج منه رأس كرأس إنسان، ومن أسفله إلى سرته على هيئة زاغ وفي صدره وظهره سلعتان، قال ففزعت منه ويحيى يضحك؛ فقلت له ما هذا أصلحك الله، فقال لي سل عنه منه، فقلت له ما أنت، فنهض وأنشد بلسان فصيح:
أنا الزاغ أبو عجوه ... أنا ابن الليث واللبوه
أحب الراح والريحا ... ن والقهوة والنشوة
فلا عدوى يدي تخشى ... ولا يحذر لي سطوه
ولي أشياء تستظر ... ف يوم العرس والدعوة
فمنها سلعة في الظهر ... لا تسترها الفروة
وأما السلعة الأخرى ... فلو كان لها عروة
لما شك جميع النا ... س فيها أنها ركوه
ثم صاح ومد صوته زاغ زاغ، وانطرح في القمطر، فقلت أعز الله القاضي وعاشق أيضاً، فقال هو ما ترى لا علم لي بأمره إلا أنه حمل إلى أمير المؤمنين مع كتاب مختوم فيه ذكر حاله، لم أقف عليه انتهى مات المترجم سنة ألف ومائتين. و....
[السيد حيدر بن المرحوم ... الحلبي]
الأديب الشاعر، والأريب الماهر، من أشرقت بالفضل أقماره وشموسه وتموج بالعلم عبابه وقاموسه، وطار ذكره في الفيافي، واشتهر قدره الوافر الوافي، فكم نظم ونثر فنفث السحر الحلال، وتلاعب برقائق الحكم فجرت لبلاغتها وبراعتها مجرى الأمثال، وضمنها ما تتزين به الطروس، وتميل له