عليه باية مكة المكرمة والنيشان عالي الشان المجيدي من الصنف الثالث، وهو إلى الآن رئيس ثان في مجلس معارف ولاية سورية الجليلة. ولم يزل مشتغلاً في الإفادة، والإرشاد مع التقوى والعبادة، وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج.
ولم يزل يترقى في درج الكمال ويتعلق بأسباب النجاح والنوال، ويشتهر في الآفاق ذكره ويعلو في الأنام قدره، إلى أن مرض في يوم الجمعة مستهل شوال ولم يزل يزداد مرضه إلى أن توفي يوم الاثنين حادي عشر شوال قبيل طلوع الشمس، وذلك سنة ست وثلاثمائة وألف، وصلي عليه الظهر في الجامع الأموي. وحضر جنازته جم غفير وجمع كثير، حتى كاد أن يقال حضر جنازته أهل البلد ولم يتخلف عنها كبير ولا ولد، فغصت الطرقات من الازدحام وعلت الأصوات بالبكاء الذي لا يرام، ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من والده رحمة الله تعالى عليه وعلى المسلمين أجمعين.
الشيخ محمد شمس الدين بن حسن بن يوسف الدمشقي الحنفي الخلوتي المعروف بالطباخ
شيخ الطريقة الخلوتية وعين الحقيقة الجلوتية، المربي الناصح والمرشد الناجح، ولد بدمشق ونشأ بها في حجر والده بالأدب والصيانة والعفة والأمانة. أخذ الطريقة الخلوتية عن والده وهو أخذها عن السيد نصري عن الشيخ مرجان، عن القطب عيسى بن كنان، عن القطب الكبير الشيخ العباسي، عن الهيكل الصمداني الشيخ أحمد العسالي الرباني، واشتغل المترجم في الطريق والأذكار. والإرشاد في الليل والنهار، إلى أن توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف ودفن في الدحداح.
الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن محمد حجازي الشافعي البقاعي الشهير بالكفرسوسي
أحد العلماء العظام وأوحد الفضلاء الكرام، العالم الفاضل، والعامل الكامل، كان من الأماجد الأعيان والمقدمين ذوي القدر والشان، توفي يوم عاشوراء سنة تسع وعشرين ومائتين وألف ودفن في الدحداح.