وكم له من قصائد وأبيات، أكثرها في الحكم والتوسلات، قد أفردت بديوان كبير، وهو في قطره معروف وشهير، ثم إنه في منتصف شوال سنة أربع وسبعين ومائتين وألف قاده الشوق والغرام، لحج بيت الله الحرام، فرأى المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام، وشكا إليه الفاقة فتعهد له بتيسير المرام، فعند ذلك شد إزار السفر، وتوجه معتمداً على بارىء البشر، وسار معه جملة من الأفاضل، وذوي الفضائل والفواضل، كأخيه السيد حسن الفاضل الهمام، وابن عمه السيد عبد القادر أبي رباح كعبة السادة الكرام، والسيد عبد اللطيف الرفاعي والسيد أحمد أبي الأنوار، وغيرهم من القادة الأخيار، وبعد قضاء الحج ناداه مولاه، واختاره لجواره واصطفاه، وكانت وفاته بمكة المكرمة في يوم الأحد الحادي والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة ألف ومائتين وأربع وسبعين، ودفن في المعلا ما بين آمنة الرضا وخديجة أم المؤمنين، بجوار العالم الدمشقي الشيخ عبد الرحمن الكزبري قدوة المحدثين، وكان مرضه ثلاثة أيام، عليه رحمة الملك السلام.
حسين أفندي بن أحمد الشهير والده بإمام حسن باشا الصدر الأعظم القاضي بدمشق
ولد بدار السلطنة السنية، وجد واجتهد في طلب العلوم الشرعية والأدبية، ونفح نشره، وعلا صيته وذكره، وكان متضلعاً في العلوم العقلية، مستحضراً للعلوم النقلية، كثير العبادة متواضعاً مهاباً متعففاً عن أموال الناس. قدم دمشق سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف في أول شعبان بوظيفة القضاء فتعاطى الأحكام، على أحسن ما يرام، وامتزج مع العلماء امتزاج