ذكره والشريف الذي أعرق في الشرف سره، والسيد الذي مكانه من السؤدد صدره. قرأ على السادة الأفاضل وأخذ عنه ذوو الفضائل والفواضل، ممن طار ذكرهم في الأقطار وافتخرت بهم مصرهم على الأمصار. وممن قرأ عليه وجلس للأخذ عنه بين يديه، العالم الشهير والفاضل النحرير، والعارف بالله والمقبل عليه في سره ونجواه الشيخ خالد شيخ الحضرة النقشبندي الكردي الشافعي، فقرأ على المترجم كتباً جمة، وحضر مجالس علومه بالجد والاجتهاد وعلو الهمة، وكان رفيع المقام شامخ القدر والاحترام، ليس له من عيب لقال سوى أنه في عصره فرد بلا مثال، وإقباله على الله دائم ولا تأخذ فيه لومة لائم. ولم يزل كذلك إلى أن توفي رحمه الله تعالى وذلك في السليمانية عام ألف ومائتين واثني عشر ودفن بها.
[الشيخ عبد الكريم بن محمد بن عبد الجبار بن محمد الحلبي الحنفي الماتريدي]
أبو محمد كمال الدين العالم الواعظ الفقيه والإمام الفاضل النبيه. ولد سنة أربع وعشرين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم، واشتغل بالأخذ والتلقي والسماع والقراءة، فقرأ على والده وسمع عليه الكثير من الأحاديث وكتب المتون والأسانيد وانتفع به، وعلى أبي الفتوح علي بن مصطفى الميقاتي الدباغ والبدر حسن بن شعبان السرميني وقاسم بن محمد النجار وأبي عبد الفتاح محمد بن حسين الشهاب وأبي محمد عبد الكريم بن أحمد الشراباتي وأبي المحاسن يوسف بن حسين بن درويش الدمشقي الحسيني المفتي والنقيب بحلب وأبي الثنا محمود بن شعبان البرستاني وأبي محمد عبد السلام بن مصطفى الحريري وآخرين، وأجازوه، وارتحل إلى دمشق وسمع بها على أبي النجاح أحمد بن علي المنيني الخطيب في جامع بني أمية وشرف الدين موسى ابن أسعد المحاسني وأبي الفدا العماد إسماعيل بن محمد جراح العجلوني