وعيون ناعسات دعج ... ترشق العشاق نبلاً أم وتر
وبروق أومضت في الأفق أم ... ثغر حبي افتر عن عقد درر
بدر حسن حرق القلب هوا ... هـ وقد قرح جفني بالسهر
سحر الألباب لما حسر الحجب ... عن حسن محياه سحر
أسر العشاق في عضب لوا ... حظه عمداً وجهراً ما أسر
صبت الروح إليه ولقد ... صبت الأجفان دمعاً كالمطر
أهيف إن بان يثني عطفه ... يزدري بالبان والقلب حجر
في اللمى والثغر والطرف لقد ... حل شهد ولآل وحور
قده مع وجنتيه ومحياه ... رمح وشقيق وقمر
بت ولهان به في خطر ... هائماً في حبه لما خطر
وهن العظم به واشتعل الرأس ... شيباً مذ تناءى وهجر
اسمح ابخل صد واصل منيتي ... وبما تهوى تحكم يغتفر
عاذلي مال عن الإنصاف مذ ... لام في عذل به عين الضرر
قال ذره قلت كلا إنني ... عبده أفعل دوماً ما أمر
وهو ريم يوسفي حسنه ... لو رأى البدر سناه لاستتر
وهي قصيدة طويلة، وله من الشعر قصائد جميلة.
[الشيخ أبو السعود الشهير بالسباعي الدردير الحفني العدوي]
مالك أعنة المحاسن وناهج طريقها، العارف بترصيعها وتنميقها، الناظم لعقودها، والراقم لبرودها، المجيد لإرهافها، والعالم بجلائها وزفافها، تصرف في فنون الإبداع كيف شاء، وأبلغ دلوه من الإجادة الرشاء، فطاب نشره، وطار في الأقطار ذكره، شمائله تتضاءل لها قطع الرياض، ويبادر به الظن إلى شريف الأغراض. قد التفت إلى طلب العلوم التفات المشغوف، وسقط على تطلبه سقوط المشوق الملهوف، إلى أن بلغ منه