الذي سند مقدماته السنة والكتاب، والبياني الذي هو دلائل الإعجاز والبديعي الذي أسكت البديع بالإيجاز. عني بالعلم إحياء لمآثر أسلافه، فاستخرج درره من شغاف أصدافه، روى عن والده وبه تخرج، واقتفى آثاره ولديها عرج، وكمل طلبه على أبيه واستحق التصدير والتنويه، وانتهت إليه الرياسة في العلوم وانفرد في علمي المنطوق والمفهوم، دعي في دار السلام الصدر، وسما إلى سؤدد وعلو قدر، وجاء إلى الشام ولقي أجلاءها الأعلام، ولم يزل في الشام إلى أن آن للحاج ارتحاله، ودعه من ذلك القطر أترابه وأمثاله، وسألوه إتحاف دعواته والإسعاف بفيض نفحاته، فسار والألطاف به حافة وطيور الأماني عليه رافة، وله إجازات من جم غفير ذوي علوم وإتقان وتحرير، من أجلهم شارح القاموس السيد مرتضى الزبيدي. وكانت وفاته رحمه الله تعالى بعد الألف والمائتين وثلاث وثلاثين كما ذكره عثمان أفندي سند.
الشيخ أسعد بن سعيد بن محمد المحاسني الحنفي الدمشقي مفتي دمشق الشام وخطيب جامعها المشهور بجامع الأموي المنسوب لبني أمية
المولى العالم المفضال، والأولى بنسبة السيادة والكمال، والمتردي برداء السيادة، والمتصدي لإفادة ذوي الاستفادة، والمتحلي بفضائل الأدب، والسامي بمعارفه إلى ذروة الرتب، حتى صار يشار بكل فضل إليه، ويعول بحل صعاب المشكلات عليه، ولد بدمشق الشام، ونشأ بها منشأ العلماء الأعلام، وتولى منصب الإفتاء بها مدة وفي جامعها خطيباً، وكان إماماً فاضلاً شهماً نجيباً، ثم تعلقت به أظفار المنية، فأوردت الدار الأخروية، سنة ألف ومائتين وثماني عشرة وكانت وفاته بعكة، لأن الحكومة نفته إلى عكة فمات بها رحمه الله تعالى.