وكان هذا المترجم من العلوم الفقهية والعربية والأدبية على حظ عظيم، وكان مع حفظه للقرآن وبعض الكتب التوحيدية والفقهية حافظاً لمقامات الحريري، وله شعر ونثر رائق في العربية والفارسية، قرأ على مولانا خالد قدس سره منذ نشأ ولم يقرأ على غيره، وخلفه خلافة مطلقة، إلا أنه لم يسمع أنه أرشد أحداً، وكان كثير الأسفار لحج بيت الله الحرام، وزيارة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الشام لزيارة قبر حضرة شيخه مولانا خالد، وتوفي في بغداد وهو على زيادة ترقية وتوقيه، سنة ألف ومائتين ونيف وخمسين تقريباً.
[الشيخ إسماعيل البصري النقشبندي الخالدي]
خلاصة الأفاضل، وصفوة ذوي الشمائل، العالم العامل، والإمام المهذب الكامل، ذو السيادة والعبادة، والخضوع والزهادة، رحمة المريدين، وتحفة السالكين والمترددين، أخذ في العلم والعمل، ولم ينله ملل ولا كسل، وكان في الزهد والتقوى، في السر والنجوى، والتذلل والخضوع، والتواضع والخشوع، والجود والكرم، وتحريك الهمم، إلى الإقبال على بارىء أمشاج الأمم، في درجة عالية، ورتبة سامية، ثم تحلى بأخذ الطريق، عن سيد ذوي التدقيق، شيخ الحضرة مولانا خالد، ثم خلفه وأتحفه بالالتفات الزائد، فاشتهر في البلاد، وانتفع به العباد، وورد عليه الواردون من كل ناد، ولاحظته عين الإسعاد، ولم يزل ينمو أمره في الرفعة ويزداد، إلى أن تم أجله، وانقطع أمله، وذلك سنة الف ومائتين وفوق الأربعين.
الشيخ إسماعيل بن الشيخ عبد الغني بن طالب بن حماده ابن إبراهيم بن سليمان الميداني
حليف أدب وأرب، وأليف لطف وطرب، قد طالت في الفضل باعه، وشربت حب المعارف طباعه، فذهب في مجال التقدم عرضاً وطولاً،