الإمام العلامة المتفنن المعمر الضرير، أحد العلماء العظام والسادات الكرام، قال الشيخ الجبرتي: أدرك الطبقة الأولى وأخذ عن شيوخ الوقت، وأدرك الشيخ محمد شنن المالكي وأخذ عنه وأجازه الشيخ مصطفى العزيزي والشيخ عبد ربه الديوي والشيخ أحمد الملوي والحفني والدفري والشيخ علي قايتباي والشيخ حسن المدابغي، وفاضل ودرس وأفاد وقرأ وانتفع عليه الطلبة. ولما مات الشيخ أحمد الدمنهوري وانقرض أشياخ الطبقة الأولى نوه بذكره واشتهر صيته وحف به تلامذته وغيرهم، ونصبوه شبكة لصيدهم وآلة لاقتناصهم، وأخذوه إلى بيوت الأمراء في حاجاتهم، وعارضوا به المتصدرين من الأشياخ في الرياسة، ويرى أحقيته لها لسنه وأقدميته. وملا مات الشيخ أحمد الدمنهوري وتقدم الشيخ أحمد العروسي في مشيخة الأزهر، كان المترجم غائباً في الحج فلما رجع وكان الأمر قد تم للعروسي أخذه حمية المعاصرة، وأكثرها من إغراء من حوله، فيحركونه للمناقضة والمناكدة، حتى أنه تعدى على تدريس الصلاحية بجوار مقام الإمام الشافعي المشروطة لشيخ الأزهر بعد صلاة الجمعة، فلم ينازعه الشيخ أحمد العروسي، وتركها له حسماً للشر وخوفاً من ثوران الفتن، والتزم له الإغضاء والمسامحة في غالب الأطوار،