الشيخ عبد الله بن مصطفى بن أحمد بن موسى الحلبي الحنفي الشهير كوالده بالجابري نسبة إلى القاضي جابر بن أحمد الحلبي والد أم جده أحمد
الفاضل الأديب الفقيه الكاتب البارع المنشئ، مولده في ربيع الأول سنة تسع وستين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم واشتغل بالتحصيل والأخذ، فقرأ على أبي الهدى صالح بن سلطان وأبي محمد مصطفى بن أبي بكر الكوراني وأبي المواهب إسماعيل بن محمد بن صالح المواهبي وسمع الكثير عليهم وعلى غيرهم، وأجاز له جماعة كأبي جعفر منصور بن مصطفى ابن منصور السرميني وأبي البركات عبد القادر بن عبد الللطيف البيساري الطرابلسي وغيرهم، وكان يكتب أنواع الخطوط مع الإتقان وكانت الأفاضل تشهد بنبله ونجابته.
وفي سنة أربع وثمانين ومائة وألف دخل دمشق مع والده وعمه، ونزل في دار بني المرادي، وكانوا يشهدون له بالنبل والفضل. وفي سنة أربع وتسعين دخل دمشق المرة الثانية قاصداً الحج بالنسك، ونزل أيضاً في دار بني المرادي عند خليل أفندي صاحب التاريخ، وكان أيضاً مع والده، وكان يعرف اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية، وكانت علماء الروم يحررون ما يكتبه من الترسل التركي ويقيدونه عندهم، ويشهدون بتفوقه ونبله. وكان مع والده يشتغل بتحرير الوثائق الشرعية والصكوك لدى قاضي قضاة حلب، وكان والده رئيس العدول والكتاب بالمحكمة الكبرى. ولما صار والده نقيب الأشراف بحلب والمفتي العام بها صار ولده المترجم مكانه رئيس الكتاب، وشهد الناس بأدبه وعقله،