الكلام على هذه الحادثة بالاختصار الغير المخل، ولو أردت ذكرها بتفاصيلها وتفاريعها لأدى ذلك إلى الإسهاب الممل. والله أعلم.
[الأمير أحمد أفندي الروزنامجي المعروف بالصفاتي الشافعي المصري]
الجناب العالي، واللوذعي الغالي، قال الجبرتي في ترجمته: ذو الرياستين والمزيتين والفضيلتين، تقلد وظيفة الروزنامة بديوان مصر عندما كف بصر إسماعيل أفندي فكان لها أهلاً، وسار فيها سيراً حسناً، بشهامة وصرامة ورياسة، وكان يحفظ القرآن حفظاً جيداً، وحضر في الفقه والمعقول على أشياخ الوقت قبل ذلك، وكان يحفظ متن الألفية لابن مالك، ويعرف معانيها ويحفظ كثيراً من المتون، ويباحث ويناضل من غير إدعاء للمعرفة والعالمية، فتراه أميراً مع الأمراء، ورئيساً مع الرؤساء، وعالماً مع العلماء، وكاتباً مع الكتاب، توفي المترجم في عشرين من ربيع الثاني سنة اثنيتن ومائتين وألف.
[الشيخ أحمد الشهير ببرغوث المالكي الأزهري]
الورع العالم، والكامل الذي كاد أن يقال إنه من كل عيب سالم، ذو المناقب العديدة، والمآثر الحميدة، والفضائل الباهرة، والنفس الرشيدة الطاهرة، ولد بالبلدة المعروفة باليهودية بالبحيرة وتفقه على أشياخ العصر، ومهر في المعقول والمنقول، وأقرأ الدروس وانتفع به الطلبة واشتهر ذكره بينهمن وشهد الكل بفضله، وكان على حالة حسنة معتزلاً عن الناس، راضياً بما قسمه له مولاه، منكسر النفس متواضعاً ولم يتزي