الله عنه سنة ثلاث وستين ومائتين وألف إلى القدس الشريف بقصد الزيارة والعبادة، التي هي في ذلك المحل تضاعف فوق العادة، فتوفي هناك في سبعة وعشرين خلت من شهر رمضان في السنة المرقومة، وكان له هناك شهرة عالية موسومة، فأمر الوالي الذي كان هناك وهو الحاج حسن بيك ابن موسى باشا الشهير بالكحالة بتجهيزه، مع توقيره وتعظيمه وتمييزه، وكانت له جنازة حافلة، وأثنية عالية ممن شيعه وغيرهم هي بحسن حاله ضامنة وكافلة.
[الشيخ أحمد بن الشيخ إسماعيل العجلوني بيبرس الدمشقي الشافعي]
العالم النحرير، والشافعي الصغير، له آثار مرفوعة على أكف الثنا، وسيرة محمودة محمولة على هام المرام والمنى، أحيا دروس العلم بعد الاندراس، وفصل مجملها غب وقوعها في مهاوي الالتباس، واتخذ الفضل عنوانه، وقصر على رغائب السنة لسانه، وقد اقر له الخاص والعام، بأنه فرد الأفاضل الأعلام، وكنز الأرب وأسس مبناه، ومحط رحال العرفان والتقدم والجاه، تسامت في زمن شيوخه رتبتهن وعمت في قلوب الناس طراً محبته، برع في المعقول والمنقول، وتبحر في معرفة الفروع والأصول، وكانت له اليد العلية، ودرس في أول أمره في المدرسة الفتحية، في محلة القيمرية، ثم بعد وفاة الشيخ ياسين العجلوني إمام جامع منجك الكائن في ميدان الحصى تواقع عبد الغني آغا الشمري، على الشيخ المرقوم بأن يشرف إلى الميدان، وأن يجعلها محلاً لإقامة ذاته العلية الشأن، ويتعاطى وظائف الجامع المذكور وألح عليه، فأجابه بعد الاستخارة الواردة إلى ما دعاه إليه، وكان بينه وبين والدي محبة فوق المأمول، وكان كل منهما ملازماً للآخر ملازمة الصلة للموصول، ولم يكن لهما اجتماع إلا على المذاكرة والمطالعة من كل ما يفيد، من فقه