للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوظائف مسلمين، فأكرمهم وكساهم، فلما آنس منهم الغفلة أمر بإمساك جماعة من المفسدين فقبض على بعضهم، واختفى باقيهم وتسللوا وهرب منهم جماعة بالليل خفية، وكان المترجم أحد من اختفى في بيته ثلاثة أيام، ثم غير هيئته وخرج حتى أتى مصر، ومشى على طريقته في الوعظ، وعقد له مجلساً بالمشهد الحسيني، وخالط الأمراء، وحضر درسه الأمير يوسف بك، ومال إليه، وألبسه فروة ودعاه إلى بيته وأكرمه، وتردد إليه كثيراً، وكان يجله ويرفع منزلته، ويسمع كلامه وينصت إلى قوله، واستمر بمصر، وسكن في حارة الروم، ورتب له الضربخانة كل يوم مائة نصف فضة، وعلا جاهه وارتفع قدره عند أبناء جنسه، إلى أن وقع له ما وقع مع إسماعيل باشا، تغير خاطره بسببها عليه فحبسه ثلاثة أشهر ثم أخرجه بشفاعة الدفتردار وانزوى خاملاً في داره إلى أن مات في أوائل شعبان في الطاعون سنة خمس ومائتين وألف رحمه الله تعالى.

[الشيخ عبد الوهاب الشبراوي الشافعي الأزهري]

الإمام العمدة الفقيه الصالح، والهمام النخبة النبيه الفالح، تفقه على أشياخ العصر، وحضر دروس الشيخ عبد الله الشبراوي والحفني والبراوي وعطية الأجهوري وغيرهم، وتصدر للإقراء والتدريس والإفادة بالجوهرية وبالمشهد الحسيني وحضر درسه الجم الغفير من العامة، واستفاد منه الكثير من الناس، وقرأ كتب الحديث كالبخاري ومسلم، وكان حسن الإلقاء سلس التقرير جيد الحافظ جميل السيرة مقبلاً على شأنه، ولم يزل ملازماً على حالته حتى اتهم في إثارة الفتنة وقتل في القلعة شهيداً بيد الفرنسيس في أواخر جمادى الأولى سنة أربع عشرة ومائتين وألف ولم يعلم له قبر رحمه الله.

<<  <   >  >>