وسلك مسالك التقوى والزهادة، واستفاد وأفاد ونفع وأجاد، وحسنت سيرته، وطابت سريرته، ولازم خدمة شيخ عصره حضرة مولانا خالد قدس سره، ولم ينفك عنه، سافر معه إلى الهند ورجع معه إلى بغداد مرات وإلى الشام، وسافر معه إلى الحجاز، فكان لا ينفك عنه أينما توجه، وقد خلفه خلافة مطلقة وأذن له بالإرشاد فأرشد كثيراً من العباد، ولم يزل يترقى على معراج الاتصال ويسمو في مراتب الجمال، ويقصده الواردون وينتفع به السالكون، إلى أن توفي في الشام بعد الألف والمائتين والخمسين رحمه الله تعالى.
الشيخ عبد الرحمن بن سعدى بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الكناني البعلي الشهير بالتاجي الدمشقي الحنفي
أحد العلماء الصالحين والفضلاء المعتقدين، كان إماماً تقياً عابداً حسن المعاملة كثير الإقبال على الله، مشتغلاً بالعلم في ليله ونهاره، دائباً على شغل أوقاته بالاستفادة والإفادة، إلى أن انفرد في زمانه وفاق على أقرانه. مات رحمه الله تعالى ثامن شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف ودفن في مقبرة باب الصغير رحمه الله تعالى.
[عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي أفندي العمادي الدمشقي الحنفي]
كان عالماً عملاً كاملاً فاضلاً، ذا شهرة حسنة وسيرة مستحسنة، ولد بدمشق الشام ونشأ بها في حجر والده، وكان ذا فطنة ونباهة وحذق ووجاهة، كثير التودد لأحبابه شفوقاً على أرحامه وأقاربه، متديناً ورعاً تقياً. مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف.