وغيداء أما اللحظ منها ففاتك ... وأما اريج الثغر منها فكافور
إذا ابتسمت أو كلمت مغرماً يرى ... من الدر منظوم بغيها ومنثور
يحافظ مضناها على حبه لها ... وياليت مضناها على ذاك مشكور
لها في الجفا جزم على رغم أنفه ... وفي وصلها تقديم رجل وتأخير
بطول تجنيها وتفتير لحظها ... فؤادي مسجور هناك ومسحور
شكوت لها هجري وقلت لها متى ... بطيب التداني منك يسعد مهجور
فيا هذه عطفاً على ذي صبابة ... له في الهوى شأن لحسنك مشهور
أسرت منامي بعد اطلاق مدمعي ... وكم في الهوى يشكو طليق ومأسور
وأرسلت قلبي المستهام مع الصبا ... إليك فعاد القهقري وهو مقهور
هبي أنه ضيف ألم بداركم ... وللضيف إكرام عليك وتوقير
على كل حال أنت عندي حبيبة ... وعذرك مقبول وذنبك مغفور
انتهى كلام الحديقة. ثم إن المترجم المذكور رحمه الله تعالى قد كانت وفاته في أوائل القرن الثالث عشر لكنني لم اقف على تعيين تاريخها.
[محمد الجرموزي]
قال في حديقة الأفراح لإزالة الأتراح: بليغ ماهر يزدري دره الثمين بالجوهر الباهر، فمن لطائفه قوله مكاتب حسين بن علي الوادي وهو إذ ذاك بصنعاء:
الغيم أرخى أدمعاً لاتفيق ... وألبس الأغصان ثوباً انيق
ودبج الأرض فمن أخضر ... أو أصفر أو أحمر كالعقيق
وكلما مرت بنا نفحة ... أهدت من الأزهار مسكاً سحيق
روت حديثاً عاد دمعي له ... مسلسلاً بالود لما يستفيق