[الشيخ محمد الخشني الشافعي المصري الأشعري الأزهري]
العالم المشهور بالصلاح والفاضل المعروف بالتقوى والفلاح، نزل في الجامع الأزهر والمكان الأرفع الأنور، فحفظ القرآن الشريف وأتقنه غاية الإتقان، ثم التفت إلى طلب العلم مع العمل والإذعان وقد لاحظته عين الرعاية والإسعاد وألبسته ثوب العناية والإستعداد فتخرج على الشيخ عطية الأجهوري وغيره من أشياخ العصر، كالحفني والعدوي من أفاضل شيوخ مصر. وكان مسكنه في خطة السيدة نفيسة، ويأتي في كل يوم إلى الأزهر فيقرأ دروسه، ثم يعود إلى داره متقللاً في معيشته، متمسكاً بتباعده عن الناس وعزلته. وهو آخر الطبقة العالية والمشيخة السامية، ولما نزلت به دواعي المنية وأرادت أن تلحقه بالعصابة العلية، تمرض شهوراً بمنزله الذي في المشهد النفيسي ذي الشأن، وكان دائماً يسأل عن الشيخ البجيرمي سليمان، يقول لا أموت حتى يموت هذا الهمام، لأني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال له أنت آخر أقرانك موتاً، فعلمت أن موتي قبله لا يتأتى، ولم يكن بقي من أقراني سوى هذه الذات العلية فلذلك أسأل عنه أهو حي أم اخترمته المنية؟ ثم مات البجيرمي بقرية مصطية ومات هو بعده بثلاثة أشهر عددية، وكانت وفاته في يوم الاثنين خامس وعشرين من ذي الحجة الحرام سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف من هجرة سيد الأنام. ولم يحضروا بجنازته إلى الأزهر، بل صلي عليه في المشهد النفيسي ودفن في ذلك المقام الأنور.
[الشيخ محمد بن يوسف بن بنت الشيخ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الأزهري]
العمدة الفاضل حاوي الكمالات والفضائل، عين الأعيان ونخبة الأقران. وله سنة ثلاث وستين ومائة وألف وترى في حجر جده وتخلق بأخلاقه،