للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله المغربي الأصل المدني المالكي]

الفاضل الذي خفقت رايات علمه، واستخرج دقائق مشكلات المسائل بثاقب فهمه، وانتفع بفضله الخاص والعام، وكان له في جميع العلوم مشاركة وإلمام. فهو المحدث الفقيه، العالم العلامة النبيه، أوحدي العصر ألمعي الدهر، عمدة الأمثال ونخبة ذوي الكمال، من استوى على عرش الأفضال ودار عليه مدار ذوي اللطف والجمال.

ولد عام تسعة عشر ومائة وألف. وصار علم المدينة ومنارها وشمس تلك الأقطار ونهارها. وقد أخذ عنه بركة الشام وعمدة الأنام، ولوذعي السادة النقاد السيد شاكر العقاد، في مكة المشرفة، فأجازه بجميع ما تجوز له روايته عن مشايخه الأمجاد. وكانت وفاته رحمه الله تعالى نهار الجمعة حادي عشر جمادى الأولى سنة ألف ومائتين وسنة واحدة، ودفن في تربة المدينة المنورة المعروفة بالبقيع. وكان رضي الله عنه قد أقعد قبل موته بسنتين وأربعة أشهر واستمر إلى أن مات.

[محمد علي باشا الأرنأوطي خديوي مصر القاهرة]

كان أصله من الأرنأوط، وقدم عسكرياً مع عساكر الترك القادمين لأخذ مصر من الفرانسيس لما استولى الفرانسيس عليها وكان الفرانساويون قاصدين التوصل من هناك إلى افتكاك الهند من الانكليز لما كان بينهم من الحروب والعداوة، بل وكانت سائر أوربا إذ ذاك ضد الفرنساويين حسبما تقدم ذلك في محله. فحينئذ عاضدت انكلترا الدولة العثمانية على حرب فرانسا وإخراجها من مصر، وكان المترجم كامل الأوصاف للرياسة فتقدم إليها بنفسه على بني جنسه، وانقاد له الجميع. وقررت ولايته الدولة على دفع خراج معلوم سنوياً وذلك سنة ١٢١٩، فوجد مصر في نهاية درجة

<<  <   >  >>