أن يقوم ذوي الهفوات منه ويقيل ذا الهيئة منهم عثرته ويغفر بعد الوعظ زلته. " والثاني عشر " أن يراعي وقوفه بحفظ أصولها وتنمية فوعها ويراعي قسمتها عليهم بحسب الشروط والأوصاف ويزداد على ذلك في النقابة العامة خمسة أشياء أخرى: " أحدها " الحكم بينهم فيما تنازعوا فيه. " والثاني " الولاية على أيتامهم فيما ملكوه. " والثالث " إقامة الحدود عليهم فيما ارتكبوه. " والرابع " تزويج الأيامى اللاتي لا يتعين أولياؤهن أو قد تعينوا فعضلوهن. " والخامس " إيقاع الحجر على من عته منهم أو سفه وفكه إذا أفاق ورشد انتهى ملخصاً من الأحكام السلطانية للإمام الماوردي.
ثم أن المترجم كان مستقيماً، وكان لأهل النسب والشرف قدر عظيم في أيامه لملاحظته لهم بعين الإجلال والتعظيم. مات عقيماً في شعبان سنة ثلاث وستين ومائتين وألف ودفن في مدفنهم المعروف بمدفن بني عجلان.
[الشيخ عبد الملك القلعي الحنفي مفتي السادة الحنفية بمكة المشرفة]
وهو الشيخ عبد الملك بن القاضي عبد المنعم بن القاضي تاج الدين محمد القلعي، فارس ميدان الأفاضل، وعنوان شرف الفضائل، عمدة الأعيان، ونخبة ذوي القدر والشان، فقيه السادة الحنفية، ومحدث الديار الحجازية، ومدار كرة المعقول والمنقول، ومنار فلك القادة الفحول. ولد في مكة سنة ألف ومائة ونحو الخمسين وأخذ عن والده وعن العلامة السيد سعيد سنبل. وعن الفهامة الشيخ عبد الله الشبراوي االأزهري وغيرهم، وولي الإفتاء بمكة المكرمة وكانت له الصدارة في العلوم، من منطوق ومفهوم، وكانت وفاته سنة تسع وعشرين ومائتين وألف ودفن في مقبرة المعلى.