فلا يمكن إدخاله تحت حصر مخصوص، وقد علمت أن أهل الله لا يسألون عن ثواب ولا عن عقاب، بل مرادهم الوصول إلى حضرة الحكيم الوهاب، فرضي الله عنهم ورضوا عنه، ومن عليهم بما طلبوه جوداً وكرماً منه. نسأل الله أن يمن علينا بالمرام، وأن ينعم من فضله بحسن المبدأ والختام. وإلى هنا كان انتهاء الكلام بإذن الملك العلام، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين. حررت غرة محرم الحرام سنة خمس وثلاثمائة وألف، وتوفي هذا الأستاذ والأخ الملاذ، ليلة الثلاثا مساء سابع عشر رجب الفرد عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف ودفن في تربة باب الله رحمه الله تعالى.
[الشيخ عبد الغني البقاعي الشافعي القادري]
الدمشقي المعروف بكل معروف والموصوف بكل فضل موصوف، كان من العلماء والسادة الفضلاء، مع عبادة وتقوى ومجاهدة في الله في السر والنجوى، وزهد وصيانة، وكمال وأمانة، وقدر وعلا، ورفعة بين الملا، واعتقاد في قلوب الناس. وكان جميل المعاشرة حسن الإيناس، وله كرامات شهيرة وخوارق كثيرة. توفي في دمشق الشام ثامن عشر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
[الشيخ عبد الفتاح بن عبد الله بن صالح الكردي الشافعي الدمشقي]
بقية السلف الصالح، ونخبة الخلف الناجح. أخذ عن أبيه وغيره من السادة الكرام، والقادة العلماء الأعلام، مات حادي عشر رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وألف.