وإني على مر الزمان لكم فتى ... دعاء بما ترجون في السر والجهر
فجد واعف عن عبد أتاك مقصراً ... وإن صاغ للمدح الثريا مع الزهر
فلا زلت مرفوع المقام مدى المدى ... ولا زال من عاداك في الذل والقهر
ولا برحت آيات مجدك ترتقي ... لها الموضع الأعلى على هامة الدهر
توفي هذا الفرد الكامل والأوحد الفاضل، في الدار العلية عام ألف وثلاثمائة وأربعة عشر.
السيد عمر بن عبد السلام المدرس الداغستاني صاحب اللآلئ الثمينة في أعيان شعراء المدينة
أديب لأشتات الفضائل جامع، وأريب إشراق بدره في سماء المعارف لامع، شمائله تزري بأنفاس الشمول والشمال، وفضائله قد تحلت بأنواع الحسن وأفنان الجمال، لا تسأم أصحابه لطيف مؤانسته، ولا تمل أحبابه ظريف مجالسته، مع فصاحة وبلاغة ولسن، وتجمل بكل خلق جميل حسن، ورقي من معالي المكارم ذراها، وتمسك من أعالي العزائم بأوثق عراها، دأب في كسب المآثر فتى وكهلا، وسلك من مسالكها حزنا وسهلا، حتى قيد منها كل شاردة، وشيد مبانيها فكانت لطلابها أبهى عائدة، ولله در نثره الرائق، ونظمه البديع الفائق. فمن لطائفه العالية، وطرائفه السامية، قوله مخاطباً الأديب الكامل، السيد عمر حيدر المدني بهذه المسمطة: