للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقاوة الأدباء الأجواد المنسوب إلى اليمن الميمون كالسهيل، مولى السيد أحمد باحسن جمل الليل، أنار الله مهجته وأدام بهجته. وبعد فلا يخفى على ضميركم الذي هو ملواح كل فلاح ومصباح كل صلاح، إن التعارف المتحقق في معهد الأرواح، يورث التحالف في مشهد الأشباح، ويثبت تارة مضمون الغرام الأيمن بالخط الشعاعي المتصل بالوجه الحسن، ويجدد أخرى تلك النسبة المتناهية الكتمان، بإبلاغ المحاسن إلى مسامع الخلان. وإن اشتهر انتشاء الحب من العين سراً وعيانا، فالإذن تعشق قبل العين أحياناً. إلى غير ذلك والسلام انتهى. توفي المترجم المذكور في القرن الثالث عشر ولم أقف على تعيين وفاته.

[السيد العلامة محمد بن إسحاق]

هو من زهرات أفنان حديقة الأفراح، ترجمة صاحبها مع السادة الملاح، فقال: باب مدينة العلم ومعدن الكرم والحلم، نثره أبهى من الدر المنثور، ونظمه أفخر من قلائد النحور. فمن لطائفه قوله:

أيا بارق الجرعا هل الجزع ممطور ... وهل بالغواني ذلك السفح معمور

وهل ذلك الروض لنضير نضارة ... بعين الرضا من ساكن السفح منظور

وهل كسيت فيه الغصون قطيفة ... مطرزة خضرا وأزرارها نور

أزاهير تغدو بعد حين كأنها ... دراهم في حافاتها ودنانير

فلله ذاك الروض كم عبرت به ... نسيم الصببا في طيها المسك منشور

يكبر من يأتيه حتى طيوره ... لها فيه تهليل كثير وتكبير

إذا رقصت أغصانه فحجامه ... مزامير في أرجائه وطنابير

سقاها الحيا طول المدى فهي جنة ... لأن الحسان اللاعبات بها حور

كواعب لا تفتر عن حرب عاشق ... بتدبير رأي فيه للصب تدمير

يجهزن جيش الانكسار لحربه ... وما هو إلا لحظ عين وتفتير

<<  <   >  >>