للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلطان مصطفى، وتبحث عن السلطان محمود، وإن السلطان محمود لما جاءه جنود السلطان مصطفى الذين يريدون قتله أراد الفرار فرشقه أحدهم بخنجر أصاب يده فهرب، وصعد على سطوح السرايا، فلما نظرته جماعة البيرقدار وضعوا له سلماً فنزل إلى صحن الدار، حيث كان البيرقدار، وعندما نظر إليه البيرقدار فرح فرحاً عظيماً وحمد الله تعالى على خلاصه من أخيه وصار يقبل قدميه، ثم دخل به القاعة وأجلسه على تخت السلطنة، وأرسل جنداً قبضوا على السلطان مصطفى وأمر بحبسه فلما تم جلوس السلطان محمود جعل مصطفى باشا البيرقدار صدراً أعظم، وسلمه زمام الأحكام، فأخذ يجتهد في أخذ الثأر من الذين قتلوا السلطان سليم، ثم شرع في تنظيم العسكر الجديد، وطلب اجتماع أهل الحل والعقد من رجال الدولة، فلما حضروا أخذ يبين لهم شدة الاضطرار لتعليم العساكر صناعة الحرب، وإنفاذ أوامر السلطان طالباً رأيهم في ذلك، فصادقوه مذعنين لأمره، وتعهدوا بالمساعدة في كل من يؤول لنجاح المملكة، وفي الحال أخذ الصدر الأعظم في وضع ترتيبات جديدة أوجبت الملام عليه من كثيرين، وأضمروا له السوء، وصاروا يطعنون فيه جهاراً ويدعونه بالكافر، وعلقوا أوراقاً، ولا زال الأمر في اضطراب إلى أن قتل السلطان مصطفى المترجم بإشارة من السلطان محمود، سنة ألف ومائتين وثلاث وعشرين رحمه الله تعالى. وفي ترجمة السلطان محمود زيادة تفصيل وبيان فليراجع هناك.

[الشيخ مصطفى بن أحمد حسين بن أحمد بن عبد الرزاق الحلبي الولي المستغرق]

المجذوب المشهور صاحب الأحوال الغريبة الباهرة، والكرامات البديعة العالية الظاهرة، كان كثير الإنشاد، من أقوال السادة الأمجاد، ومن

<<  <   >  >>