ودفن في مقبرة قاسيون في سفح الجبل وقبره ظاهر معروف رحمه الله تعالى، وكتب على بلاطة قبره ما نظمه له علامة وقته السيد محمود أفندي حمزة مفتي دمشق الشام:
هل كوكب العلم استكن ... تحت الثرى غض الأديم
أم تخذ القبر وطن ... لما رأى أن لا نديم
يا فاضلاً في كل فن ... من بعده الفصل عقيم
كم ذا له فينا منن ... مازت لنا الفهم السقيم
قد ملأ الدنيا حزن ... بندبه هذا الكريم
هو أن يكن شطي السكن ... لكنه بحر عظيم
حررت لما أن سكن ... في ظل مولاه الرحيم
تاريخه الشطي حسن ... يقر في دار النعيم
[الشيخ حسن بن غالب الجداوي المالكي الأزهري المصري]
الإمام العلامة أحد المتصدرين، وأوحد العلماء المتبحرين، حلال المشكلات، وصاحب التحقيقات، السمح السهل، الذي هو لكل ثناء أهل، كأنما بينه وبين القلوب نسب، أو بينه وبين الحياة سبب، بمحاضرة أشهى من ريق المحبوب، ومحادثة أصفى من الزلال المطلوب، وبالجملة فما هو إلا فرد العصر والأوان، وهو من الدهر بمنزلة العين من الإنسان، وقد ترجمه الإمام الجبرتي فقال، عليه رحمة الملك المتعال: ولد بالجدية، في سنة ثمان وعشرين ومائة وألف وهي قرية قرب رشيد، وبها نشأ، وقدم الجامع الأزهر فتفقه على بلديه الشيخ شمس الدين محمد الجداوي، وعلى أفقه المالكية في عصره السيد محمد بن محمد السلموني، وحضر على الشيخ علي خضر العمروسي، وعلى السيد محمد البليدي، والشيخ علي الصعيدي، أخذ عنهم الفنون