طالبوه حتى أن صار من أكثر العلماء طلبة وفي سنة ثمان وسبعين بعد المائتين والألف صار نائباً بمحكمة الباب بدمشق الشام، فتغير طوره وتكدر ذكره، وانكشف شمس إقباله وظهر الناس تبدل أحواله. نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة. ولم يزل نائباً في محكمة الباب إلى أن نعق عليه غراب المنية بالذهاب، مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف ودفن في باب الصغير قرب قبر الشيخ هاشم التاجي.
[الشيخ محمد بن سعيد المنير بن محمد أمين الحنفي الدمشقي الشهير بالمنير]
ولد بدمشق سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، ونشأ بها وأخذ العلوم عن السادة الفحول، ونال مرامه فوق المأمول، من أجلهم الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ عبد الرحمن الطيبي، والشيخ إبراهيم الباجوري، وعن الشيخ عبد اللطيف أفندي مفتي بيروت، وكان نبيل المحاضرة جميل المعاشرة، كثيراً ما أقرأ الطلبة في جامع بني أمية دروساً عامة وخاصة، وكذلك في جامع السنانية، وحج ثلاث مرات وقرأ الشفا درساً عاماً في حرم النبي صلى الله عليه وسلم. مات في الساعة