للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنت حصني الحصين يا ابن حسين ... في مقامي ورحلتي وجلوسي

كيف أخشى العدى وأنت ملاذي ... أو أخاف الردى وأنت أنيسي

دمت في عزة وفتح ونصر ... من إله مهيمن قدوس

وصلاة مع السلام دواما ... تغش طه النبي تاج العروس

ما غدا قائلا أسير ذنوب ... صاح إن شئت كل علم نفيس

وفي آخره: كتبه خجلاً وجلاً مرتجي غفر المساوئ الفقير الحقير محمد بن داود الخربتاوي المالكي، في عاشر شهر رجب الفرد سنة أربع وثمانين ومائة وألف. ولم يزل المترجم مقبلاً على شأنه، مواظباً على دروسه وحفظه وإتقانه، متباعداً عن الناس، ليس العالم بغير العلم والتقوى استئناس، إلى أن دعته المنية، إلى الدرجات العلية، في سنة سبع ومائتين وألف، غمره الله ببحر الرحمة واللطف.

[الشيخ محمد بن عبد الحافظ أفندي أبو ذاكر الخلوتي الحنفي المصري]

الأجل الصالح والناسك الفالح، العارف بالله. أخذ الطريق عن السيد مصطفى البكري والشيخ الحفني، وحضر الفقه على العلامة الشيخ محمد الدلجي والشيخ أحمد الحماقي، وأدرك الإسقاطي والمنصوري، ولم يتزوج قط، وكف بصره سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، وانقطع في بيته إحدى وعشرين سنة بمفرده، وليس عنده قريب ولا غريب ولا جارية ولا عبد، ولا من يخدمه في شيء مطلقاً، وبيته متسع جهة التبانة، وبابه مفتوح دائماً، وعنده الأغنام والدجاج والأوز والبط والجميع مطلوقون في الحوش، وهو يباشر علفهم وإطعامهم وسقيهم الماء بنفسه، ويطبخ طعامه بنفسه،

<<  <   >  >>