لو أردنا إيرادها بمقال ... لرأينا تفصيلها إجمالا
آل طه لا زال في الكون منكم ... كل آن يرى الزمان رجالا
علماء أئمة أمراء ... أولياء وسادة أبطالا
شكر الله سيركم والمساعي ... ومقالاً وسيرة وفعالا
الشيخ إبراهيم أبو إسحاق بن عبد القادر الرياحي المغربي التونسي شيخ الإسلام وعمدة العلماء الأعلام بمدينة تونس
عالم الغرب ومفتيه، وشاعره المتقدم على المتنبي وابن النبيه، فهو علامة الدهر وفاضله، وفهامته الذي تعالت شمائله، قد شهد بفضله عدول السند وروى عن علمه كل عالم معتقد، ونشرت صحف نداه فطويت صحف حاتم طي، ورفعت رايات علاه فأذكرتنا بمعالي أبي، فلله ما أبدع بيانه، وأرفع قدره في الأنام وشأنه، وأعذب نظامه ونثره وأطرب سجعه وشعره، ومن جملة شعره قصيدته التي قدمها تهنئة لحضرة السلطان عبد الرحمن بن هشام حينما جلس على تخت السلطنة في فاس بوصية من عمه السلطان سليمان فقال:
نصر من الرحمن جل لعبده ... أيروم خلق نقض مبرم وعده
وعدت به الأقدار وهي نوافذ ... في الشاكرين له سوابغ رفده
فليبتسم ثغر الهنا مستبشراً ... فالوقت ينطق عن سعادة جده
إن يمض مولانا سليمان الرضي ... وعليه تبكي الباكيات لفقده
العلم والتقوى وكل فضيلة ... منشورة طويت به في لحده
فلقد أقام لنا أبا زيد هدى ... نوراً مبيناً يستضاء برشده
لو لم يكن كفؤاً لما أوصى به ... وبنوه ترفل في ملابس مجده
سعدت به الأيام ثم أراد أن ... تبقى السعادة للورى من بعده
أعظم به نصراً يدوم سروره ... للخافقين سرى تضوع زنده
أهدى إلى الأعداء أقتل غصة ... والأوليا متنعمون بشهده
فاستبشروا باليمن من مرضاته ... واستمطروا نيل المنى من وده