[الشيخ محمد بن عبد الله بن مصطفى الخاني الشافعي النقشبندي الخالدي]
عالم غير أنه بعلمه عامل، ومرشد إلا أنه بإرشاده كامل، كأنما بينه وبين القلوب نسب، وبينه وبين الحياة من موت الجهل أقوى سبب. له فضل قد اعتلا على هام المناقب، وأدب نبوي تتوقد به نجوم الليل الثواقب، وشمائل قد كاثرت رمل النقا، وفضائل قد أربت على الجواهر في الرونق والنقا. مع ماله من كرم يخجل الأجواد، وسخاء هو في الأعناق كالأطواق في الأجياد. لم ترو صحاح التواريخ كأحاديثه الحسان، ولم تحرر كآثاره في صحائف الحسن والإحسان، وجاه قد استوى على سماء القبول، وقدر قد احتوى على ما يفوق المأمول. وهو من رجال الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية، لحفيده الأديب الكامل والأريب الفاضل، عبد المجيد أفندي فقال في ترجمة هذا السيد الأستاذ والسند العمدة الملاذ: فاتحة الأتقياء المهتدين، وخاتمة الخلفاء المرشدين، وقبلة أولياء العلماء، ورحلة علماء الأولياء، روض المعارف الوارف، يأوي إلى ظل فضله وفضل ظله كل عارف، جامع فرق الإرشاد، وفارق جمع الأمداد، منهل أنواء الأنوار الشعشعانية، ومظهر إسراء الأسرار الربانية. إلى رقيق أخلاق يعرفها كل من له في الطريق خلاق، وأنفاس تشف عن علو كشف وأذواق، ربى بها من السالكين نفوساً شموساً، فأشرقوا في فلك الهداية أقماراً وشموساً، وكرم وكرامات تثبت ماله من جلالة الهمم والمقامات، فهو الكوكب الذي قابل بقابليته المحمدية ضياء شمس الذات الخالدية، فانطبعت في لوح مرآته الصقيلة كافة صفاته الجلية الجليلة، فأشرق في سماء