العالم التقي والمرشد النقي، خلاصة الأكابر، ونخبة الأفاخر، نشأ بصحبة الأفاضل إلى أن صار من ذوي الفضائل، ثم أخذ الطريق ونهج مناهج أهل التحقيق، وأخذ عن المرشد الكامل الشيخ خالد شيخ الحضرة، وبعد اشتغاله مدة خلفه خلافة عامة حيث تأهل للخلافة، ولم يزل مشتغلاً في الإرشاد إلى أن استكمل الأجل الميعاد، وذلك سنة ألف ومائتين و ...
[الشيخ طاهر بن إبراهيم بن حسن الكوراني ثم المدني]
وهو من رجال أصفى الموارد، فهو ذو الوصف الحسن والفصاحة واللسن، فلا ريب أنه الجهبذ الذي علت به كلمة الإسناد، وزخر به العلم الحديثي وزاد، وأمد بإملائه الصدور بالإرشاد والإمداد، وصعد إلى ذروة منة لا ترتقى، وأبرز من أحواله المستصفى والمنتقى، وميز بنقده التام رجاله، وعاناه والشيب ما شاب قذاله، وقفا والده فيه حتى صارت به بيضا لياليه، كيف وقد أملى مجالس حديثية، تكاد تكون عسقلانية وإن كانت مدنية، واستمدت الأذهان من تقريره، ولباب تنقيح تدقيق تحريره، ما هو الروض وزهره.