[الشيخ محمد المهدي المغربي الزواوي المالكي مقدم الطريقة الخلوتية]
شيخ الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة، صاحب الفيوضات الإلهية والكشوفات الربانية، العارف بالله والمقبل بكليته على مولاه، المرشد الإمام والمسلك الهمام.
ولد في المغرب سنة ألف ومائتين، ثم لما استولى الفرنسيون على الجزائر وتوابعها هاجر بعياله إلى دمشق الشام سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، واستقام في حارة الخضيرية، وكان يقيم الأذكار ويسلك المريدين في مدرسة الخضيرية. وقد أخذ عنه كبراء دمشق وعلماؤها وحكامها وفضلاءها. وأخذ عنه الوزير الكبير والمشير العظيم الخطير، صاحب الدولة أحمد عزة باشا، وكان والي دمشق ومشير الأوردي الهمايوني الخامس ولم يزل ملازماً للطريق على أتم حال وأكمل منوال، إلى أن دخلت سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين، فكان ما كان من حادثة النصارى المعروفة بفوق العادة، وقد أمرت الدولة بإطلاق الرصاص على الوالي المرقوم لنسبتها القصور إليه، وترتب هذه الفتنة على إهماله وعدم مدافعته، ولم تتمكن الدولة من إطفاء نار الفتنة إلا بإعدامه كما ذكرت ذلك بأطول من هذا الكلام في ترجمة الوالي المذكور، فمات شهيداً مظلوماً ودفن بمقبرة بني الزكي بصالحية دمشق، جوار سيدي محي الدين قدس سره. ومن المشهور أن صاحب الترجمة كان يقول له يا أحمد ستموت شهيداً، ولما أرادوا قتله عرضوا عليه الماء فلم يقبل وقال أنا صائم ولم أفطر إلا في الجنة، مات