الرؤوس ورؤوس الأعيان، يشار إليه، ويعتمد في جليل الأمور عليه، ويفصل القضايا والخصومة، ولا يعارضه الباشا ولا غيره من ذوي الحكومة. وتطاول على رؤوس الكتبة الأقباط. وسلك في غروره جهة الإفراط، إلى أن ضاق صدر الولي منه وأعرض بالكلية عنه، وأمر بنفيه إلى دسوق. وذلك سنة إحدى وثلاثين فأقام بها أشهراً، ثم توجه بشفاعة السيد المحروقي إلى المحلة الكبرى، فلم يزل بها منحرف المزاج مستعملاً للعلاج، مع كونه يراجع السيد المحروقي في أن يشفع له عند الباشا في الإذن بالحج أو بالعود إلى مصر، فلم يؤذن له، ولم يزل في المحلة إلى أن توفي في منتصف شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، رحمه الله تعالى وعفا عنا وعنه بمنه وكرمه.
[الشيخ محمد سعيد بن إبراهيم الحموي]
العلامة الفاضل والجهبذ الكامل، وله في حماة سنة ألف ومائة وخمس وخمسين، وبعد بلوغه أكب على طلب العلم الشريف ذي المقام السامي المنيف، إلى أن حصل منه مطلوبه واقتطف من ثمراته مرغوبه، وقد أخذ عن سادات أكابر وقادات على مثلهم تجتنى المفاخر، منهم الشيخ حسن الحموي بن كديمة والشيخ منصور الحلبي الخلوتي وأبو الطيب المغربي المدني والشيخ صالح الجينيني والشيخ عبد الرحمن العيدروسي والشيخ أحمد الملوي والشيخ محمد الحفني والشيخ أحمد الجوهري والشيخ عمر الزاهد الدمياطي والشيخ حسن الرشيدي والشيخ عبد الله الحواط الحموي والشيخ فرج الحموي والشيخ يوسف الفقيه والشيخ عمر الكردي وعلي أفندي الداغستاني والشيخ محمد التافلاتي المغربي وغيرهم.