الشيخ علي أفندي الشافعي بن الشيخ محمد سعيد بن أبي البركات الشيخ عبد الله السويدي البغدادي
قطب مدار العلماء في زمانه وعمدة السادة الفضلاء في وقته وأوانه، خادم السنة والكتاب مع تقوى وزهادة وخضوع وخشوع وعبادة، وجود وسخاء وكرم واتصاف بمعالي الشيم. قال صاحب جلاء العينين قال في النزهة من ترجمة طويلة ما نصه: وكان لأهل السنة برهاناً وللعلماء المحدثين سلطاناً، ما رأيت أكثر منه حفظاً ولا أعذب منه لفظاً ولا أحسن منه وعظاً، ولا أفصح منه لساناً ولا أوضح منه بياناً، ولا أكمل منه وقاراً ولا آمن منه جاراً، ولا أكثر منه حلماً ولا أكبر منه بمعرفة الرجال علماً، ولا أغرب منه عقلاً ولا أوفر منه في فنه فضلاً، ولا ألين منه جانباً ولا آنس منه صاحباً.
اختارت روحه وهو في دمشق الشام من الملأ الأعلى فريقاً، وهو يقرأ قوله تعالى " أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " وجاء تاريخ وفاته: - أسكنه الله تعالى أعلا جنانه -: " إن المدارس تبكي عند فقد علي " انتهى، وذلك سنة الألف والمائتين والسابعة والثلاثين في السابع والعشرين من رجب الأصم، أحله الله تعالى دار النعيم الأتم. وله تأليفات مفيدة ورسائل عديدة، ومن أجلها كتاب " العقد الثمين في بيان مسائل الدين " وقد شرحه ولده الفهامة محمد الأمين، أسكنه الله في جنته وأسبغ عليه سوابغ نعمته، آمين.