الشيخ حسين بن الشيخ محمد التدمري أصلاً الدمشقي وطناً الميداني إقامة الشافعي الإمام بجامع كريم الدين
عالم قد فاق أهل زمانه، وترقى في الكمال حتى عرف بالتقدم في أوانه، قد اعتصم بحبل الوفا، وتقدس عن الفظاظة والجفا، وتمسك بعرى التقوى والعبادة، وتحلى بحلية القناعة والزهادة، وطار في الناس فضله، واشتهر في الملأ العام قوله المحمود وفعله، حضر مجالس السادات، وأخذ عنهم أنواع العلوم الشرعية والآلات، ثم درس وأفاد، وانتفع به الكثير واستفاد، وكان مستقيماً في الميدان لتعليم الناس، وكان يتعاطى وظائف جامع كريم الدين من خطبة وصلاة وتدريس، فأحيا المكان بعد قرب الاندراس، وكان رقيق الكلام، حسن الاعتذار عمن يستوجب الملام، صادقاً في الاعتماد على مولاه، لا يشغله عنه ما سواه، فهو بقية السلف وزينة الخلف، توفي بعد خدمة الجامع المرقوم نحو أربعين سنة عن نحو ثمانين سنة، وذلك في سنة أربع عشرة ومائتين وألف من الهجرة، ودفن بتربة باب الله وقبره مشهور رضي الله عنه.
[الشيخ حسين بن عبد الشكور المدني]
العالم الكبير والأوحد الشهير، ولد سنة ألف ومائة، قال في النفس: وفد إلى مدينة زبيد داعياً لأهلها إلى حسن الوضوء والصلاة وتعريفهم طريق ذلك، ونظم في ذلك منظومة عظيمة أولها:
لك الحمد بدءاً منك يحسن والختما ... عليك وشكراً لا أطيق له كتما
وشرح هذه المنظومة شرحاً حافلا، وبأكثر المسائل كافلا، وجعل على الشرح حاشية عظيمة، وفائدتها وافية عميمة، لا ينقل فيها من كتاب،