فنسيت حقهما عشية أسكنا ... دار البلا وسكنت في داريهما
فلتلحقنهما غداً أو بعده ... حتماً كما لحقا هما أبويهما
ولتندمن على فعالك مثل ما ... ندما هما حقاً على فعليهما
بشراك لو قدمت فعلاً صالحاً ... وقضيت بعض الحق من حقيهما
وقرأت من آي الكتاب بقدر ما ... تسطيعه وبعثت ذاك إليهما
فاحفظ حفظت وصيتي واعمل بها ... فعسى تنال الفوز من بريهما
وله نثر بديع وإنشاء قدره رفيع، توفي رحمه الله تعالى في ثامن ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وستين ومائتين وألف من هجرة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، مدى الليالي والأيام.
[الشيخ يوسف بن محمد البطاح الأهدل الشافعي]
العلامة الماجد، والتقي النقي الراكع الساجد، نخبة العلماء وزبدة الفضلاء، ولد سنة ألف ومائة و.....ثم بعد حفظ القرآن وتجويده مع الإتقان أخذ العلوم العقلية، والمعارف النقلية، عن السيد العلامة والسند الفهامة، سليمان بن يحيى الأهدل، ولازمه كثيراً وكان لعمري بالملازمة جديرا، وأخذ عن أهل اليمن والحرمين الشريفين، وكانت له اليد الكولى في كل علم بلا ريب ولا مين. وتفرغ بمكة والمدينة تفرغاً عظيماً لنشر العلوم، وبرع وفاق على ذوي المنطوق والمفهوم، وألف ودرس ووقع به النفع العام، ومن مؤلفاته: إفهام الأفهام شرح بلوغ المرام في مجلدين، وكان رحب الصدر لين الجانب، له في الدرس صبر عظيم وتقدير يزدري بالدر النظيم، وقد قال فيه صاحب النفس اليماني:
العالم الفاضل النحرير أفضل من ... بث العلوم فأروى كل ظمآن
مات شهيداً في الوباء العام الواقع سنة ألف ومائتين وست وأربعين الذي مات فيه خلائق لا يحصون عدداً من الحجاج، حيث انتهى الأمر إلى العجز