والاستحسان، قد ألقى الدهر له مقاليد الإسعاد، وجعل من جملة مريديه الحاج محمد نجيب باشا والي بغداد، واطلع محيا بدره في أفق الجلالة والتعظيم، وخفض له جناح ذوي الفضل والتكريم، ومن جملة نظمه مستغيثاً بسيدنا يحيى الحصور صلى الله عليه وسلم:
باكر مصل بني أمية في الدجا ... واعطف على كنز السماح معرجا
وارقب مهب الجود من أعتابه ... والزم لذياك المقام أخا الحجا
يمم وقف متضرعاً بجنابه ... وابسط أكف الفقر في باب الرجا
وادعوه يا يحيى الحصور وقل له ... عطفاً على جان إليك قد التجا
يا سيداً وصف الإله كماله ... في محكم التنزيل أضحى مدرجا
ذو الجاه يرجى في الخطوب ولم يزل ... عند الشدائد مسعفاً ومفرجا
إني رجوتك حاجة فاشفع بها ... عند الكريم ومن رجاك فقد نجا
عجل بها يا ابن الكرام أجب أجب ... فالأمر ألجأ للجاج وأحوجا
سل خالقي فيما رجوت إجابة ... واسأله لي من كل ضيق مخرجا
صلى عليك الله ربي دائماً ... ما البدر أشرق فاستنار به الدجا
ومن نظمه:
زر والديك وقف على قبريهما ... فكأنني بك قد حملت إليهما
لو كنت حيث هما وكانا بالبقا ... زاراك حبواً لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما ... منحاك نفس الود من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علة ... جزعا لما تشكو وشق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا ... دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صادفا لك راحة ... بجميع ما تحويه ملك يديهما