قال الجبرتي في ترجمته هو: الإمام العلامة والحبر المدقق الفهامة، ذو الفضائل والتحقيقات المهمة الذكي الألمعي النحو الفقيه، البياني المنطقي الأصولي النبيه. تفقه على علماء العصر وحضر الشيخ عيسى البراوي والشيخ الصعيدي والشيخ أحمد البيلي والشيخ عبد الباسط السنديوني وتمهر في العلوم، وقرأ الدروس وأخذ الطريقة الخلوتية على شيخنا الشيخ محمود الكردي ولقنه الأسماء ولازمه في مجالسه وأورداه، ملازمة كلية ولوحظ بأنظاره، وتزوج بزوجة الشيخ أحمد أخي الشيخ حسن المقدسي الحنفي، وكانت مثرية فترونق حاله وتجمل بالملابس وعرفته الناس، وماتت زوجته المذكورة لاعن عصبة فحاز ميراثها، والتزم بحصة كانت لها بقرية يقال لها دار البقر، فعند ذلك اتسعت عليه الدنيا وسكن داراً واسعة، واقتنى الجواري والخدم ومواشي وأبقاراً وأغناماً، واستأجر أرضاً قريبة يزرعها بالبرسيم تغدو إليها المواشي وتروح كل يوم من أيام الربيع، ثم تزوج ببنت شيخه الشيخ محمود بعد وفاته، وأقام منعماً معها في رفاهية من العيش مع ملازمته للإقراء والإفادة إلى أن أدركه الأجل المحتوم. توفي سنة خمس ومائتين وألف بالطاعون.
[الشيخ عمر بن مصطفى الحلبي]
الولي المستغرق المجذوب صاحب الأحوال والكرامات، مولده بعد الأربعين والمائة والألف، ونشأ بكنف والده من صغره مجذوباً، وشوهدت