المترجم سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، وحضر غسله الأفاضل والأعيان والأمائل وذوو الشأن، ولما وضع نعشه على الأعناق ازدحم عليه الناس حتى صارت كالبساط تحته، وانسدت الطرقات فلم يجد الإنسان طريقاً للسلوك، وصلى عليه الألوف من الناس في جامع بني أمية، ودفن في قاسيون في مقبرة سيدنا نبي الله ذي الكفل، وقبره معروف مشهور عليه مهابة ونور.
[الشيخ محمد أبو القاسم بن عربي المغربي الفلالي]
الأسمر المشهور بالشرف، الصوفي الصالح والمرشد الناجح، بركة الأنام وعمدة الإسلام، القدوة الكامل والنخبة الفاضل، معتقد الصالحين ومعتمد الناجحين. كان إماماً في القراآت السبعية، وكان ملازماً لتلاوة الدلائل في الصلاة على خير البرية. وكان كثير التواضع مهاباً مقبول الدعوة مجاباً، له اليد الطولى في كلام القوم، ومواظبة كلية على القيام والصوم، وكان أسمر اللون طويل القامة، ذا هيئة حسنة جميلة، ملازماً لمقام الشيخ الأكبر. وكانت وفاته في منتصف رمضان المبارك سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، ودفن في تربة ابن الزكي جوار جامع سلطان العارفين الشيخ الأكبر قدس سره.
[الشيخ محمد بن صالح بن عبد القادر بن إبراهيم بن السيد شرف الدين]
الحنفي الشهير بالكيلاني نسبة إلى سيدنا عبد القادر الكيلاني الحسني، ولد المترجم سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، ونشأ في حجر والده واجتهد في العلم والطلب ونال بحمد الله غاية الأرب، وأجازه السادة الأفاضل والقادة ذوو الشمائل، واستفاد وأفاد، وألف الكتب والرسائل وأجاد. ومن جملة تأليفاته نسمات الأسحار في فضائل العشرة الأبرار والحاصل أنه