وتولى هو والجد الموما إليه نظارة وتدريس المدرسة البادرائية، وكانا مرجع أهل دمشق في المناسخات والمساحات وتقسيم المياه والدور. وبالجملة فقد كان المترجم حسن من حسنات الدهر. وكانت وفاته فجأة عقب نزوله من بستان قرب الربوة، وذلك يوم الاثنين ١٢ صفر عام ١٣١٦ هـ ودفن في مقبرة الذهبية بمشهد حافل رحمه الله تعالى.
وقد ترجمه الأستاذ القاسمي والشريف تقي الدين في تاريخيهما وأثنيا عليه كثيراً، وأعقب المترجم أولاده الأربعة، العالم الصوفي الشيخ مصطفى أفندي المتوفى سنة ١٣٤٨ والنبيل طاهر أفندي المتوفى سنة ١٣٥٦، والذكي سعيد أفندي المتوفى سنة ١٣١٥ رحمهم الله، والوالي المتقاعد عبد اللطيف الباقي الآن حفظه الله. وقد توفي ٢ رجب سنة ١٣٦٧ هـ رحمه الله تعالى.
[الشيخ محمد جميل الشطي]
يقول الضعيف محمد بهجة البيطار: بعد أن أوردنا تراجم الأعلام الثلاثة: الشيخ محمد بن حسن البيطار، والشيخين الأخوين محمد وأحمد الشطي، استجابة لاستدراك صديقنا الشيخ محمد جميل الشطي رحمه الله، رأينا أن نختم هذه التراجم بترجمته لنفسه مكتوبة بقلمه في كتابه روض البشر وبها نختم تراجم الأستاذ الجد البيطار لمؤلفه حلية البشر والحمد لله أولاً وآخراً.
قال: جرى بعض المؤلفين والمؤرخين، على أن يترجموا أنفسهم في آخر كتبهم صوناً لسيرتهم من التشويه والعبث. وهي فكرة حسنة إذا لم يكن في الترجمة ما ينكره المعاصرون من أرباب العقل والفضل على أنا لا نكلف أحداً بشهادة أو مجاملة. وإنما نريد ذكر وقائع وحوادث ظهرت للعيان، وشهد بها الزمان والمكان، فها نحن نذكر من ذلك ما استحضره الفكر، وصلح للذكر، فنقول: