كان مولدي بدمشق في ١٨ صفر سنة ١٣٠٠ ومن الاتفاق الغريب أنها آخر سنة في هذا القرن الذي عنيت بتاريخه، ونشأت في حجر والدي عمر أفندي رحمه الله تعالى، وقرأت مبادئ العلوم على عمي مراد أفندي، ثم على الشيخ أبي الفتح الخطيب، وأخذت الفقه والفرائض عن والدي، ثم عن عمه الشيخ أحمد الشطي، وتلقيت طرفاً من الحديث عن العلامة الشيخ بكري العطار، ثم عن العلامة الشيخ بدر الدين المغربي، وحضرت دروس الأستاذ صاحب التآليف الشيخ جمال الدين القاسمي، وغيره من علماء دمشق، واستجزت بعض الشيوخ فأجازوني بما تجوز لهم روايته لفظاً وخطاً جزاهم الله عني خيراً - وقد طالعت بنفسي بعض كتب التفسير والحديث والفقه والفرائض وانتفعت بها والحمد لله.
وقد ولعت بالأدب والتاريخ وأنا دون الخمسة عشر فنظمت ونثرت، وكان باكورة أعمالي رسالة في تراجم بني فرفور، سميتها الضياء الموفور جمعتها سنة ١٣١٧ وهي مخطوطة توجد الآن فقال يدار الكتب الظاهرية - وفي سنة ١٣٢٢ طبعت القطعة الأولى من منظوماتي - وفي سنة ١٣٢٣ شرعت بجمع تاريخ القرن الثالث عشر - وفي سنة ١٣٢٩ طبعت القطعة الثانية من منظوماتي - ورسالتي الأولى في علم الفرائض - وفي سنة ١٣٣١ ترجمت وطبعت قانون الصلح وغيره من القوانين التركية المعمول بها اليوم - وفي سنة ١٣٣٩ طبعت معجماً كنت جمعته في تراجم علمائنا باسم مختصر طبقات الحنابلة - وفي سنة ١٣٤٠ وضعت وطبعت رسالة في الوهابيين وخصومهم باسم الوسيط بين الإفراط والتفريط - وفي سنة ١٣٥٠ كتبت ونشرت رداً على الطائفة القاديانية باسم السيف الرباني - وفي سنة ١٣٦٠ كتبت وطبعت رداً على أحد فقهاء المالكية باسم البرهان على صحة رسم مصحف الحافظ عثمان - وفي سنة ١٣٦٣ طبعت رسالتي الثانية في الفرائض باسم الدروس الفرضية - وفي السنة المذكورة هذبت كتاب السراجية باسم تنقيح السراجية في فرائض الحنفية وهو لم يزل مخطوطاً محفوظاً عندي، مع ديوان شعري الأخير، وتاريخ سنة ١٣٤٠ - وفي سنة ١٣٦٣ أيضاً أخرجت من تاريخي العام المقدم ذكره هذا التاريخ المقصور على رجال دمشق.