الشام واستيلائه عليها صار مقبول الكلمة لديه، يعتمد في مهماته عليه، وقربه وأولاه، ومنحه التفاته وأعلى علاه، وكان المترجم صاحب مروءة يحب قضاء حوائج الناس وكان مرعي الحرمة مقبول الرجاء، يعرف كيف سلك سبيل مراده، توفي في اليوم الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف ودفن في الذهبية من مرج الدحداح.
[شهاب الدين أحمد بن محمد نجيب الأيوبي الأنصاري الحنفي الدمشقي]
هو للدهر حسنة تكفر ما جنى، وللزهر خميلة فيها طل وجنى، توقد في العلوم ذهنه، وتوحد في الآداب وانفرد بين الأنام حسنه، وعلا مقامه وارتفع، وأخذ عنه العام والخاص وبه انتفع، إلى أن طلع في سماء السيادة بدراً، وعرف الناس له جلالة وقدراً، ولد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، وأخذ عن الشيخ إسماعيل العجلوني، والأستاذ الشيخ إسماعيل النابلسي، والشيخ محمد الغزي، والشيخ عبد الله البصروي، والفاضل محمد أفندي قولاقز، والعلامة الشهاب أحمد المنيني، والشيخ محمد الديري، والشيخ الداودي، والشيخ أسعد المجلد، والشيخ أبي المواهب الحنبلي، والشيخ عبد القادر التغلبي المجلد، والشيخ محمد التافلاتي مفتي القدس الشريف، والشيخ عبد الرحمن الكفرسوسي، والشيخ علي الكزبري، والشيخ سعيد الخليلي، والشيخ أحمد الحنبلي، والشيخ أحمد البقاعي، والشيخ موسى المحاسني خطيب جامع بني أمية، وعن حامد أفندي العمادي مفتي دمشق الشام، وعن الملا علي التركماني أمين الفتوى، والشيخ محمد التدمري، والشيخ صالح الجبينيني، وأعاد له الدرس، وغيرهم من السادات العظام والمشايخ الكرام. مات رحمه الله سنة أربع عشرة ومائتين وألف ودفن في تربة باب الصغير.