وسلك منهج السداد، وانتفع به الناس في تلك البلاد، وله من الخوارق والكرامات العظام، ما شهد له بها الخاص والعام، ولم يزل مثابراً على دعوة الناس إلى الله، وإرشادهم إلى ما يوصل كلاً منهم إلى مناه، إلى أن توفي رحمه الله في سنة ألف ومائتين وفوق الخمسين تقريباً.
[الشيخ عبد الله الأرزنجاني المكي الخالدي النقشبندي]
الفاضل العالم العامل، والولي المرشد الكامل صاحب الأنفاس القدسية، والإلهامات الربانية، مربي السالكين، ومذهب الواصلين، المتوجه بكليته إلى مولاه، والمعتمد عليه لا على سواه، قد أعرض عن الدنيا وما فيها لعلمه بأنها على شفا جرف هار، ولم يزل من المستغفرين بالأسحار، وترك الأوطان مع الجلالة والاحترام، واختار التذلل في المسجد الحرام. ذكر السيد إبراهيم الحيدري بأن المترجم سلك على يد حضرة مولانا خالد قدس سره ورباه أحسن التربية ولازم خدمته، ثم خلفه خلافة مطلقة وأذن له بالإرشاد. وكان قدس الله سره من أكابر الأولياء والخلفاء، وله مقام الصحو والبقاء، سلك على يد كثير من الأعلام، واشتهر بالولاية بين الأنام، وكان حضرة مولانا خالد ملتفتاً إليه بالتوجه التام، وكان كثير المودة له حتى إنه قدس سره في بعض حجاته قال له إني أتيت هذه المرة لأجلك يا عبد الله فانكب على قدميه. توفي سنة ألف ومائتين وبعد الأربعين.