قضى غير أني ما قضيت من الأسى ... وأودى فأودى السؤدد العود والعرف
كريم الأيادي لا يغيب عطاؤه ... سقام المعادي لا يطاق له عسف
به أنشبت قوس المنايا سهامها ... وما هو إلا الشمس غيبها الكسف
وكيف وأنوار الأمين محمد ... وما هو عن توصيفها يقصر الوصف
علوماً له أبقى تلوح كأنها ... هي التاج للأيام والقلب والشنف
غدت تحف الرضوان تقدم روحه ... لينشق ريحان الجنان له الأنف
فيا قبره واريت أفضل وارد ... إليك بأعمال هي الخالص الصرف
نعوه فكان العلم أعظم نادب ... معارف منه زانها البحث والكشف
فإن غيبوه في الثرى لم تغب له ... فضائل تزهو من تلألئها الصحف
فيا دافنيه قد دفنتم مرزءاً ... له ترزأ الأموال في الكربة الكف
ويا نعشه أمسيت للبدر داره ... ولو أن نور الشمس من فوقك السجف
ويا حاملي نعش به القطب طالع ... لروح وريحان وحور به زفوا
فتى كان يحيي بالتلاوة ليله ... إذا جن ليل قال للطرف لا تقف
نعوه إلى التدريس فاحتقب الأسى ... وقال انقضى لما قضى معه الظرف
تسامى إلى التدريس والشيب ما بكى ... شباباً له التقوى عن الذائم الزعف
إذا سابق النظار يوماً لغاية ... من العلم لم يسبقه في حلبةٍ طرف
ولولا تعزينا بمن مات قبله ... لما كف عن نثر الدموع لنا طرف
وإن الليالي مودعات قسيها ... سهاماً لها الرامي النوائب والحنف
على أن في أبنائه الغر إذ قضى ... غناء إذا ما البحث عز له كشف
سقى قبره مزن الرضى أنه مضى ... وما كف عن بذل الجميل له كف
[أمين أفندي بن حسين بن عمر المنجكي العجلاني الشافعي شيخ المشايخ في دمشق]
كان رجلاً صالحاً شهماً تقياً نقياً حافظاً لكتاب الله كثير التلاوة، وله