بالله يا قبر هل زللت محاسنه ... أم كيف رونقه والحسن والحور
وحسن طرته ما شأن حالتها ... وهل تغير ذاك المنظر النضر
يا قبر لا أنت لا روض ولا فلك ... يشوقنا منك ما نرجو وننتظر
ولست في الحسن معشوقاً إلى أحد ... حتى تجمع فيك الغصن والقمر
وله غير ذلك كثير لا تحسن الإطالة به هنا للخروج عن المقصود، توفي المترجم سنة إحدى عشرة ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
[الشيخ إسماعيل بن أحمد البراوي الشافعي الأزهري]
الأجل الأعظم، والعمدة الأفخم، ذو القدر الأعلى، والفضل الأجلى، وهو ابن أخي الشيخ عيسى البراوي الشهير الذكر. قرأ على والده وأخذ عنه وعن غيره من المشايخ المشهورين وكان جسوراً كثير الحركة له تردد على مجالس الكبراء والعظماء ولم يزل كذلك إلى أن توفي والده المرقوم الشيخ أحمد البراوي، فتصدر بعده في مكانه وساعده الحظ على نوال مراده وإعلاء شأنه، وكان قليل البضاعة، لاشتغاله أيام الطلب بأسباب الإضاعة، إلا أنه كانت تغلب عليه النباهة والذكاء والحذق واللسانة، والسلاطة والتداخل، والتفاخم والتعاظم، ولم يزل يتعالى في أموره، ويصعد على سلم ظهوره، ويحافظ على قدره واعتباره، وتعاظمه وافتخاره، وكأنه لم يلتفت إلى قول من قال، وأحسن في المقال:
من أخمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت طاوياً منها على ضجر
إن الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجر
فلما دخل الفرنسيس مصر أدخلوه في عداد ذوي الفتنة فقتلوه مع من قتلوه من الشهداء سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف ولم يعلم له قبر نظير غيره من المقتولين، رحمهم الله أجمعين.