يوسفي العصر معسول اللمى ... كاحل الطرف شهي اللعس
ترك الصب كليماً عندما ... جال في النفس مجال النفس
وقال سامحه الله:
هل العيش إلا في اكتساب مآثم ... أو العمر إلا في اقتناء محارم
أو الغنم إلا في ارتكاب كبيرة ... أو السكر إلا في ارتشاف مباسم
سقى الله أيام البطالة أدمعاً ... من العين تجري كالغيوث السواجم
زمان به كان السرور بخنصري ... ختاماً وكان الظبي فيه منادمي
إذ العيش طلق والرياض بواسم ... عن النور لكن من شفاه الكمائم
وسيري إلى تلك الدساكر سحرة ... وغنمي بها من طيبات مواسمي
وجر ذيول التيه في عرصاتها ... جهاراً وضمي للقدود النواعم
خليلي لو وافيتموا حق صحبتي ... لكنتم رفاقي بين تلك المعالم
فحيا الحيا دار الأحبة ما شدا ... على الدوح مطراب الأصائل هائم
لقد طال ما نازعت فيه زجاجة ... تضمنت الأفراح من عهد آدم
معتقة صاغ المزاج لرأسها ... أكاليل من در كدور دراهم
إذا ما جلاها مخطف الخصر في الدجى ... وغنى عليها مثل شدو الحمائم
أبحت طريفي في هواه وتالدي ... وصيرته مولى علي وحاكمي
وله مشطراً بيتي الشيخ محمد الكراني الشاعر وهما مع التشطير:
خبراني عن قهقهات القناني ... وابتهاج الربى بصوب الغمام
واهتزاز الغصون في الروض ليناً ... أنا منها في غاية الإيهام
أترى ضحكها لبسط الندامى ... أم سروراً لجمع شمل الكرام
أم خطاباً لبلبل الدوح غنى ... أم بكاء على فراق المدام