واختط مدينة الزهراء، وصار ملكاً مستقلا. ثم أفسد ما بينه وبين النجدي، فأمر أبو نقطة المذكور من يغزوه، فالتقيا بأطراف البلاد، فقتل أبو نقطة وانهزم جيش الشريف حمود، وقتل منهم نحو ألفين، وكان جيشه من يام ومكيل وقبائل تهامة زهاء سبعة عشر ألفاً، وكان جيش ابن نقطة كما قيل نحو مائة ألف، لأنه أمده النجدي بجماعة من أمرائه كابن شكبان والمضائفي، ثم إن جيش صاحب نجد بعد قتل ابن نقطة وهزيمة الشريف تقدموا على أبي عريش، وجرت بينهم ملاحم كبيرة، وانحصر الشريف في أبي عريش، وشحن سائر بلاد أبي عريش بالمقاتلة، ثم رجع سائر الأمراء النجدية وبقي بقية من الجيش في بلاد أبي عريش، والحرب بينهم سجال، وكان هذا الحرب الذي قتل فيه أبو نقطة في سنة ألف ومائتين وأربع وعشرين. وفي سنة ألف ومائتين وثمان وعشرين وقع الصلح بينه وبين مولانا الإمام المتوكل على الله. وحاصل الصلح أنه يثبت الشريف على ما قد صار تحت يده من البلاد، ثم بعد هذا انتقض الصلح بينه وبين الإمام المذكور ولم يزل الحرب ثائراً بينه وبين الإمام إلى سنة ألف ومائتين وتسع وعشرين وهو مستمر على الانتماء إلى صاحب نجد. ثم مات سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين.
الشيخ حمود العمري بن سعيد بن محمد بن عمر بن عبد اللطيف الدمشقي الفاروقي
نشأ على منهج الكمال، مرتدياً برداء الحسن واللطافة والجمال، ممتزجاً مع العلماء كامتزاجه مع الأدباء، محمود السيرة، ممدوحاً بصفاء السريرة، وكانت وفاته نهار السبت الحادي عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف ودفن في الدحداح.