وكان عالماً بأنساب الناس وأصولهم حافظاً للأخبار والوقائع، قوي الحافظة حسن النادرة جميل الأخلاق كريم الأعراق خاتمة علماء وفضلاء أهل أريحا ونبلائها، ولم يترك مثله في نواحيه رحمة الله عليه.
[الشيخ محمد بن عثمان بن عبد الرحمن]
بن عثمان بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن أحمد العمري العقيلي الحلبي الشافعي وتقدم بقية نسبه في ترجمة أخيه عبد الرحمن أبي البركات وأبيه عثمان أبي الفضل في حرف العين
وهو العالم الفقيه الفاضل الدين الصالح الورع الزاهد، المتفنن العابد، مولده سنة ثلاث وستين ومائة وألف، ونشأ بكنف والده وقرأ القرآن العظيم وحفظه وتلاوته، وجوده وحفظ الشاطبية، وأخذ القراءات المرواة السبع بالإتقان من طريق الشاطبية، واشتغل بتحصيل العلوم، وأخذ وانتفع بوالده وتخرج عليه وأكثر من الاستفادة لديه وسلكه وأجازه بالإجازة العامة، ونشأ كما شاء وأجاز له جماعة من المحدثين غب القراءة والسماع، منهم عطا الله بن أحمد المصري نزيل مكة، وأبو محمد عبد الكريم بن أحمد الشراباتي الحلبي، والشهاب أحمد بن عبيد الله العطار الدمشقي، وأبو جعفر منصور بن مصطفى السرميني الحلبي، وآخرون، ولما مات والده في المحرم سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف قام خليفة بعده، كما خلفه ولزمه تلامذة والده وأحبابه، وأقام الأذكار والتوحيد واشتغل بإلقاء الدروس، واجتمع بالسيد خليل المرادي سنة خمس ومائتين وألف وأخذ كل منهما عن الآخر واستجاز كل الآخر، وكان على طريق مستقيم ومنهج قويم. ولم يزل على قدم التقوى والعبادة والإفادة والاستفادة وإقامة الأذكار وإرشاد الناس في الليل والنهار إلى أن اختار الآخرة والرحلة إلى الدار الفاخرة، وذلك في سنة ألف ومائتين و.