الشيخ أحمد سعيد بن الشاه أبي سعيد بن الشيخ صفي القدر ابن الشيخ عزيز القدر بن الشيخ محمد عيسى بن الشيخ معصوم بن الإمام الرباني مجدد الألف الثاني الشيخ أحمد الفاروقي السهرندي
درة إكليل الأولياء، وغرة جبين الأصفياء، وجامع فرقان المحامد، ومرشد المسامع إلى قبول المقاصد، فهو القائم بكل مطلوب، والرائم لكل مرغوب، والناهج نهج أصله، والمقتدى به بقوله وفعله، من تشرف العصر بوجوده، وابتسم ثغر الدهر لطالع سعوده، فكان من أكمل أهل الدلالة إلى مقاصد السعادة، ومن أرشد ذوي الارتقا إلى مراتب السيادة، فهو القطب المفرد، والعلم الأوحد.
ولد هذا الهمام الأكمل، في غرة ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين وألف، وكان مرموقاً بعين العنياة واللطف، وكانت ولادته في بلدة ريبور، ذات الأمر المشهور، وتربى من أول يوم في مهد والده المعلوم، وارتضع منه ثدي المعارف والعلوم، وتخرج على يد العلامة الأوحد، والفهامة الأمجد، فهامة زمانه، وعلامة أوانه، المولوي فضل الإمام عليه رحمة الملك السلام، والعلامة الشيخ سراج الدين المفتي إمام المعقول والمنقول، وعمدة ذوي المعارف في القواعد والأصول، وعلى يد غيرهما من السادة الأفاضل، والقادة ذوي الفضائل، وتلقى فن الحديث الشريف، ذي القدر المصون المنيف، بفروعه وأصوله، ومعقوله ومنقوله، مع سماع الكتب الستة وغيرها، عن عمدة علماء تلك البلاد وذوي قدرها، من أجلهم مشايخ والده بروايتهم لها عن والدهم الشيخ ولي الله عن الشيخ العلامة، والبحر الفهامة، الشيخ أبي طاهر محمد المدني، عن والده عين الأفاضل، وكنز الفضائل، الشيخ إبراهيم الكردي، عن الشيخ علم الأعلام، ونخبة السادة العظام،